قلب المنوفيه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


بسم الله الرحمن الرحيم...ادخلوها بسلام امنين... صدق الله العظيم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 وداعا يا بكار...الكاتب الصحفى.المرحوم/محمد خليل بكار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عاشق تراب مصر

عاشق تراب مصر


عدد المساهمات : 9
تاريخ التسجيل : 23/03/2010

وداعا يا بكار...الكاتب الصحفى.المرحوم/محمد خليل بكار Empty
مُساهمةموضوع: وداعا يا بكار...الكاتب الصحفى.المرحوم/محمد خليل بكار   وداعا يا بكار...الكاتب الصحفى.المرحوم/محمد خليل بكار I_icon_minitimeالخميس أبريل 08, 2010 9:00 am

ودع صحافي الاسكندريه وجماهير الكره في الاسكندريه ابن من ابنائها البراره ودعت الصحفي المميز محمد خليل محمد بكار لقد عرفته عن قرب مايقرب من حوالي 20 عاما صحفي متميز وزاملته في جريده ميدان الرياضه وكان يغطي ايضا اخبار نادي الاتحاد السكندري وانالله وانا اليه راجعون كنت التقي به في اجازتي الصيفيه بالاسكندريه وكان يسكن بجواري في محرم بك وانني اتمني من نادي الاتحاد السكندري عمل مبادره باقامه مباراه بين ناديا سموحه ونادي الاتحاد السكندري يخصص دخلها لابنائه الصغار وانا متأكد ان النائب محمد مصيلحي لن يتواني عن الوقوف بجانب ابن من ابناء الاسكندريه وايضا لن تتخلي عنهم نقابه الصحفين نطلب من الله العلي العظيم الرحمه للفقيد وان يدخله فسيح جناته ويجعل قبره روضه من رياض الجنه ويلهم اهله الصبر والسلوان لموقع اتحاد اليكس من العاصمه النمساويه فيينا كابتن احمد منصور..
.......................


رحل أنبل فرسان الصحافة الرياضية


الصحفى والناقد الرياضى محمد بكار

فى وقت كان فيه الصمت من ذهب ، والكلام من شوك ، فضل أن يمشى على الشوك حافيا على أن يضع الذهب فى فمه وجيبه .. لقد كان أفضل من وضع للصحافة الرياضية بالإسكندرية ميزانا عادلا.. ليسطر اسمه بحروف من نور فى سجل النقاد المخلصين لعملهم الصحفى ولانتمائهم بحب وتفانى بالغ الرقى .

علم الكثيرين من فرسان الصحافة الرياضية مبادئ وفنون المهنة وشرفها السامى ، فكان مضربا للأمثال فى نبله وأخلاقه التي كانت لا تنتمي لعصرنا الحالي ( عصر الماديات ) ، عصر (مصلحتي أولا ) ، عصر ( أبجنى تجدني ) ، وما أكثر أن تجد لمنتفعى هذه المدرسة من أسماء براقة وساطعة .

محمد بكار الصحفى السكندرى الأشهر الذي وافته المنية صباح اليوم ( الخميس ) بعد صراع مع المرض .. فلم يستطع أن يقوى على علته بل قل كل العلل التي كانت تؤلمه ويكبح جماحها فى صمت وهدوء ليخفيها عن الناس ( كل الناس ) بمن فيهم السيدة حرمه وولديه احمد ومصطفى حتى لايؤرقهم !!

كانت إرادة الله عز وجل هي النافذة لتصعد روحه الطاهرة إلى السماء ويخسر الجميع فارسا نبيلا وصحفيا شجاعا احترمه خصومه قبل محبيه لعفة لسانه و نزاهة قلمه الذي كثيرا ما أمتع الوسط الرياضى وصنع نجوما مازالت تتلألأ فى الأوساط الرياضية خاصة السكندرية سواء لاعبين ومدربين وإداريين ومجالس إدارات .

رحل محمد بكار رفيقي في العمل الصحفي لسنوات طويلة تاركا خلفه سجلا ناصعا من النزاهة والشرف والسيرة الطيبة والحسنة هما كل ميراث ولديه احمد ومصطفى والزوجة المحترمة التي أكرمه الله بها.

رحل الأستاذ النقي ، والفارس النبيل الذي يشعرك ( بجدعنة ولاد البلد ) بمواقفه الإنسانية التى سحقتها طقوس هذا العصر.

رحل إلى الدار الآخرة بعد أن وضعت الأقدار نهاية لآلامه تاركا برحيله جرحا غائر فى قلوب أصدقائه وزملائه ومحبيه الذين تألموا كثيرا برحيله، وكان وداعه بالغ القسوة على الجميع، خاصة الذين حرصوا على المشاركة فى مراسم تشييع الجثمان ليرقد بمدافن المنارة .. ولم يقو الكثيرين منهم على تلقى صدمة الرحيل .

فبعد فاصل من التأجيل والتسويف من جانب الفقيد للخضوع للكشف الطبي والعلاج استسلم مؤخرا لهذا الأمر بإلحاح شديد من زميله الصحفى محمد الجزار، لم يصدق الأطباء فى المستشفى أن رجلا مثل الأستاذ بكار يمكن أن يظل على قيد الحياة وهو محاطا بكل هذه العلل والمواجع !!

ويبدو أن استسلامه المفاجئ كان خشوعا وخضوعا لإرادة الله إيذانا بالرحيل .. فلم يمكث كثيرا حتى صعدت روحه للسماء .

كثيرة هى الأزمات التى حاصرت الفقيد وآخرها إغلاق جريدة ( الكورة اليوم) التى كان يتنفس عبر أعدادها اليومية ليقدم إبداعاته الصحفية مقابل راتب شهرى ضئيل لايوازى حجم عطائه السخى .. حتى عندما عرض عليه الزميل احمد حسن الصحفى بجريدة ( الشروق ) فكرة انضمامه لأسرة تحرير الشروق والاستفادة من خبرته الصحفية لم يعر الأمر اهتماما .. فقد كان يرفض الشفقة أو الإحسان بشموخ وكبرياء يميزه عن غيره من الصحفيين . لم يدعى الأستاذ بكار ذلك لتجميل صورته ولكنه كان واقعا يعيشه ويؤمن به.

وفى وداعه الأخير حرص الكثيرين من رجال الصحافة والإعلام والرياضة بالاسكندرية على التواجد فى تشييع الجنازة عرفانا بما قدمه الفقيد من عطاء سخى على الصعيد الاعلامى والصحفى يتقدمهم النائب المهندس محمد مصيلحى رئيس نادى الاتحاد السكندرى ود. شريف الحلو عضو مجلس الإدارة والكابتن محمد فتحى الحكم الدولى السابق والمدير الادارى للفريق الأول بنادى الاتحاد وإيهاب جابر مدير الكرة بنادى الاتحاد وفتوح حجازى المدير المالى ومحمد الكيلانى نقيب الصحفيين بالإسكندرية وإيهاب ثابت وكيل النقابة والسيد سعيد سكرتير النقابة وكريم صلاح أمين الصندوق ومنى عبد السلام عضو المجلس .. وحسين ثابت مدير مكتب جريدة الأهرام بالإسكندرية ونائبه عبد القادر إبراهيم وعصام رفعت الصحفى بالأهرام الاقتصادي وناصر جويدة الصحفى بقسم الحوادث بجريدة الأهرام وعمرو الفار رئيس تحرير جريدة جماهير الاتحاد والصحفى بالمساء والكابتن فتحى سيد احمد مدير تحرير جريدة ميدان الرياضة وفهمى سيد احمد رئيس تحرير جريدة الملاعب الرياضية والصحفى بجريدة الاتحاد السكندرى والكابتن وليد شعبان الحكم الدولى المساعد ورئيس تحرير جريدة الاتحاد السكندرى ومحمد فؤاد مدير مكتب جريدة الشروق بالاسكندرية واحمد حسن الصحفى بالجريدة وطارق حمدى وهيثم الشيخ من وكالة أنباء الشرق الأوسط وحسنى حافظ الصحفى بجريدة الوفد واشرف منير مدير مكتب جريدة المسائية بالإسكندرية واحمد حسن بكر .. ومن نجوم الوسط الرياضى الكابتن احمد الكأس نجم الاوليمبى ومنتخب مصر السابق والكابتن بوبو صخرة دفاع الاتحاد الأسبق ومدير العلاقات العامه الحالى بالنادى والكابتن هانى توشكى المدير الفنى للترام ويوسف حمدى لاعب الاتحاد السكندرى والزمالك الاسبق ونجم طنطا الحالى ومحمد بسطاوى المدير الادارى الاسبق بالاتحاد السكندرى.. وعدد كبير من أعضاء مجالس إدارات أندية الإسكندرية والمدربين واللاعبين والجماهير الرياضية .

محمد خليل بكار .. أحد ابرز النبلاء فى هذا الزمن الرديئ ، ظل سنوات طويلة جندى مجهول فى جريدة (ميدان الرياضة ) عندما بدأت مشوار عطاءها حتى شهدت نبوغه وسطوع نجمه بعد سنين من العمل الدؤب والجهد المضني ليحصد بكتاباته وأخباره الصادقة الحب كله من الجميع سواء من كانوا معه فى المطبخ الصحفي أو مصادرة الصحفية المتعددة والثرية .

محمد بكار .. كان أشبه بترسانة من الأخبار المتنقلة ، وكان فى استطاعته كتابة جريدة بكاملها من أخبار وحوارات وموضوعات وكواليس ومباريات ومتابعات وغير ذلك من فنون الإبداع الصحفي الذي لا تشعر معه بالسفه أو الملل.

كثيرون هم الذين تعلموا فى مدرسة محمد بكار، وكثيرون هم الذين نقلوا أخباره المنشورة وقدموها لصحفهم ليصنعوا لأنفسهم مجدا زائفا !!

كان يشاهد السرقة العلنية والسطو المسلح لموضوعاته الصحفية بعينه وهى منشورة عبر كبريات الصحف الرياضية بأسماء صحفيين آخرين ، ويكتفي بالابتسام إما إشفاقا أو رضاءا .. لم يثور يوما ما .. فقد كان الهدوء والسكينة من صفاته .

كان البعض يعتبره متعاليا وهو الذى كان يمنح الآخرين التواضع .. اعتبروه مغرورا وهو الذى كان يثق فى قدرات نفسه.. لم يلهث خلف النجوم مثلما يسعى البعض بل كان يصادقهم ويرتبط معهم بعلاقات صداقة ومودة وحب .. المثير أن غالبية نجوم الكرة الذين مروا على أندية الإسكندرية كانوا يحترمونه ويقدرون اسمه وتاريخه الصحفى قبل الوصول إلى عاصمة الثغر ، ويزداد احترامهم له كلما اقتربوا منه .. لم يكن لغزا أو لوغاريتما يحتاج من يحل رموزه مثل غالبية العاملين فى الوسط الصحفي بل كانت البساطة عنوانه والتواضع من شيمه.

واكتشفت ذلك فى وقت قصير .. فقد كان لى شرف الاقتراب منه أثناء عملى بجريدة ( ميدان الرياضة ) حيث كان مكتبه مجاور لمكتبى واعترف أن ذلك منحنى القدرة على الإبداع والتأثر بمدرسته المحترمة منذ جاورته فى بداية من عام 1992 ، ومن ينكر أننا تعلمنا منه الكثير وأنا واحد من هؤلاء؟

كان أستاذا وصحفيا بارعا ، لديه قدرة عجيبة على صناعة الخبر وكتابته بطريقة ميزته عن غيره حتى استطاع أصحاب الخبرة تمييز حروف كلماته حتى لو اندست فى ملفات متشعبة .

مملكة الإبداع جاهزة لديه فى اى وقت لتضخ عطاءها لماكينات الطباعة ليقرأ الجميع كوكتيل من الإسقاطات والأخبار والآراء والتواصل الفنى البديع.

كانت أوقات الراحة بالنسبة له يقضيها فى القراءة بصورة تجعلك تشعر انك أمام المتنبي شاعرا .. أو يوسف إدريس قصاصا أو أستاذا فى التاريخ والتأريخ .

لم يكن يرضى بالحروب الصحفية .. ولا يميل للحملات أو التعرية بقدر ما يهمه فى المقام الأول الخبر وجدواه .. كانت الصحافة عشقه الأول والإبداع أدواته والصدق والحقيقة شعاره.

اذكر انه قال لى ذات يوم : الصحفي الذي يعرف جيدا مبادئ الصحافة يعانى كثيرا .. فمعروف فى الصحافة أنها تحترم أسرار المهنة ، والصحفي الذي يخون سر مهنته، ويفشى مصدر خبره .. لاستحق أن يكون صحفيا أو يحمل اسم صحفى.
ما قاله بكار لى لم يدرس فى كليات الإعلام أو الصحافة بل كان نهجا يسير عليه وعلمه للكثيرين .. لم يعرف قط مدرسة الفبركة أو إجراء حوارا مع رياضي يكتبه من مكتبه .. بل يبحث وينقب حتى يعثر على المصدر المطلوب .. واذكر أن طلب منه ذات يوم حوارا مع الكابتن محمد عمر المدير الفنى السابق لمنتخب مصر العسكري الذى كان قد تعاقد مع احد أندية لبنان ولم يجد "بكار" الذى يعرف كل كبيرة وصغيرة عن تاريخ عمر إلا الاتصال به اتصالا دوليا ليقدم الموضوع فى موعده .

مع محمد بكار كنت أعيش الزمن الجميل .. فقد رأيته يضحك عندما يضحك أصدقاؤه ويضحى بما يملك من اجل إسعاد الآخرين .. وكان يجد متعة ورضا في ذلك ، وفى المقابل كان يحظى من أقرانه بحب واحترام غير عادى خاصة الذين يقدرون نبل مشاعره وكرم أخلاقه وشهامته .

آخر مرة التقيته كان قبل أيام لاستمع لنصيحته ورأيه فى احد اصداراتى التى استعد لطرحها بالأسواق .. وفوجئت بالفرحة تشع من عينيه وهو يقول مهللا موضوع الكتاب هايل وأنت نجحت فى احتواء الفكرة وعرضها كما ينبغي ، وأرجوك عجل بالطبع وأنا أتوقع للكتاب نجاحا هائلا .. وطرح علىّ فكرة جديدة لتكون الإصدار التالي .. وتحدثت معه عن موعد صدور جريدة (الملاعب الرياضية) التى قمت بتأسيسها وستخرج للنور قريبا ، وتطرق الحديث عن التبويب الخاص بالجريدة ورؤيته .. كانت الأفكار تتدفق من لسانه إلى مسامعي وأنا أنصت إليه باهتمام بالغ ، وكنت أدون بعض الملاحظات فى اجندتى الخاصة.. لقد قال لى بشان تعاونه معى فى الجريدة والاستفادة من خبرته : اننى سأكتفي بكتابة مقالا أضع فيه كل ما أريد أن أقوله للناس على أن أتولى معك ومع بقية أسرة التحرير الجوانب الفنية فى المطبخ الصحفى للجريدة .. وبالغ معى فى شهامته غير المحدودة عندما قال لى مداعبا " طبعا كل ده ببلاش حبا فى أبو خليل ، وربنا يوفقك " وياليت الظروف ساعدتني كي ترى الجريدة طريقها للنور قبل أن يرحل وافقد أغلى واعز مقال للأستاذ بكار.

رحم الله الفقيد وعوضنا الله عنه خيرا فى أبنائه والسيدة حرمه ، واسكنه فسيح جناته بقدر ما أعطى لدنياه من حب وخير وطاعة لله ورسوله .. اللهم آمين .

إبراهيم حشاد




رحل أنبل فرسان الصحافة الرياضية


الصحفى والناقد الرياضى محمد بكار

فى وقت كان فيه الصمت من ذهب ، والكلام من شوك ، فضل أن يمشى على الشوك حافيا على أن يضع الذهب فى فمه وجيبه .. لقد كان أفضل من وضع للصحافة الرياضية بالإسكندرية ميزانا عادلا.. ليسطر اسمه بحروف من نور فى سجل النقاد المخلصين لعملهم الصحفى ولانتمائهم بحب وتفانى بالغ الرقى .

علم الكثيرين من فرسان الصحافة الرياضية مبادئ وفنون المهنة وشرفها السامى ، فكان مضربا للأمثال فى نبله وأخلاقه التي كانت لا تنتمي لعصرنا الحالي ( عصر الماديات ) ، عصر (مصلحتي أولا ) ، عصر ( أبجنى تجدني ) ، وما أكثر أن تجد لمنتفعى هذه المدرسة من أسماء براقة وساطعة .

محمد بكار الصحفى السكندرى الأشهر الذي وافته المنية صباح اليوم ( الخميس ) بعد صراع مع المرض .. فلم يستطع أن يقوى على علته بل قل كل العلل التي كانت تؤلمه ويكبح جماحها فى صمت وهدوء ليخفيها عن الناس ( كل الناس ) بمن فيهم السيدة حرمه وولديه احمد ومصطفى حتى لايؤرقهم !!

كانت إرادة الله عز وجل هي النافذة لتصعد روحه الطاهرة إلى السماء ويخسر الجميع فارسا نبيلا وصحفيا شجاعا احترمه خصومه قبل محبيه لعفة لسانه و نزاهة قلمه الذي كثيرا ما أمتع الوسط الرياضى وصنع نجوما مازالت تتلألأ فى الأوساط الرياضية خاصة السكندرية سواء لاعبين ومدربين وإداريين ومجالس إدارات .

رحل محمد بكار رفيقي في العمل الصحفي لسنوات طويلة تاركا خلفه سجلا ناصعا من النزاهة والشرف والسيرة الطيبة والحسنة هما كل ميراث ولديه احمد ومصطفى والزوجة المحترمة التي أكرمه الله بها.

رحل الأستاذ النقي ، والفارس النبيل الذي يشعرك ( بجدعنة ولاد البلد ) بمواقفه الإنسانية التى سحقتها طقوس هذا العصر.

رحل إلى الدار الآخرة بعد أن وضعت الأقدار نهاية لآلامه تاركا برحيله جرحا غائر فى قلوب أصدقائه وزملائه ومحبيه الذين تألموا كثيرا برحيله، وكان وداعه بالغ القسوة على الجميع، خاصة الذين حرصوا على المشاركة فى مراسم تشييع الجثمان ليرقد بمدافن المنارة .. ولم يقو الكثيرين منهم على تلقى صدمة الرحيل .

فبعد فاصل من التأجيل والتسويف من جانب الفقيد للخضوع للكشف الطبي والعلاج استسلم مؤخرا لهذا الأمر بإلحاح شديد من زميله الصحفى محمد الجزار، لم يصدق الأطباء فى المستشفى أن رجلا مثل الأستاذ بكار يمكن أن يظل على قيد الحياة وهو محاطا بكل هذه العلل والمواجع !!

ويبدو أن استسلامه المفاجئ كان خشوعا وخضوعا لإرادة الله إيذانا بالرحيل .. فلم يمكث كثيرا حتى صعدت روحه للسماء .

كثيرة هى الأزمات التى حاصرت الفقيد وآخرها إغلاق جريدة ( الكورة اليوم) التى كان يتنفس عبر أعدادها اليومية ليقدم إبداعاته الصحفية مقابل راتب شهرى ضئيل لايوازى حجم عطائه السخى .. حتى عندما عرض عليه الزميل احمد حسن الصحفى بجريدة ( الشروق ) فكرة انضمامه لأسرة تحرير الشروق والاستفادة من خبرته الصحفية لم يعر الأمر اهتماما .. فقد كان يرفض الشفقة أو الإحسان بشموخ وكبرياء يميزه عن غيره من الصحفيين . لم يدعى الأستاذ بكار ذلك لتجميل صورته ولكنه كان واقعا يعيشه ويؤمن به.

وفى وداعه الأخير حرص الكثيرين من رجال الصحافة والإعلام والرياضة بالاسكندرية على التواجد فى تشييع الجنازة عرفانا بما قدمه الفقيد من عطاء سخى على الصعيد الاعلامى والصحفى يتقدمهم النائب المهندس محمد مصيلحى رئيس نادى الاتحاد السكندرى ود. شريف الحلو عضو مجلس الإدارة والكابتن محمد فتحى الحكم الدولى السابق والمدير الادارى للفريق الأول بنادى الاتحاد وإيهاب جابر مدير الكرة بنادى الاتحاد وفتوح حجازى المدير المالى ومحمد الكيلانى نقيب الصحفيين بالإسكندرية وإيهاب ثابت وكيل النقابة والسيد سعيد سكرتير النقابة وكريم صلاح أمين الصندوق ومنى عبد السلام عضو المجلس .. وحسين ثابت مدير مكتب جريدة الأهرام بالإسكندرية ونائبه عبد القادر إبراهيم وعصام رفعت الصحفى بالأهرام الاقتصادي وناصر جويدة الصحفى بقسم الحوادث بجريدة الأهرام وعمرو الفار رئيس تحرير جريدة جماهير الاتحاد والصحفى بالمساء والكابتن فتحى سيد احمد مدير تحرير جريدة ميدان الرياضة وفهمى سيد احمد رئيس تحرير جريدة الملاعب الرياضية والصحفى بجريدة الاتحاد السكندرى والكابتن وليد شعبان الحكم الدولى المساعد ورئيس تحرير جريدة الاتحاد السكندرى ومحمد فؤاد مدير مكتب جريدة الشروق بالاسكندرية واحمد حسن الصحفى بالجريدة وطارق حمدى وهيثم الشيخ من وكالة أنباء الشرق الأوسط وحسنى حافظ الصحفى بجريدة الوفد واشرف منير مدير مكتب جريدة المسائية بالإسكندرية واحمد حسن بكر .. ومن نجوم الوسط الرياضى الكابتن احمد الكأس نجم الاوليمبى ومنتخب مصر السابق والكابتن بوبو صخرة دفاع الاتحاد الأسبق ومدير العلاقات العامه الحالى بالنادى والكابتن هانى توشكى المدير الفنى للترام ويوسف حمدى لاعب الاتحاد السكندرى والزمالك الاسبق ونجم طنطا الحالى ومحمد بسطاوى المدير الادارى الاسبق بالاتحاد السكندرى.. وعدد كبير من أعضاء مجالس إدارات أندية الإسكندرية والمدربين واللاعبين والجماهير الرياضية .

محمد خليل بكار .. أحد ابرز النبلاء فى هذا الزمن الرديئ ، ظل سنوات طويلة جندى مجهول فى جريدة (ميدان الرياضة ) عندما بدأت مشوار عطاءها حتى شهدت نبوغه وسطوع نجمه بعد سنين من العمل الدؤب والجهد المضني ليحصد بكتاباته وأخباره الصادقة الحب كله من الجميع سواء من كانوا معه فى المطبخ الصحفي أو مصادرة الصحفية المتعددة والثرية .

محمد بكار .. كان أشبه بترسانة من الأخبار المتنقلة ، وكان فى استطاعته كتابة جريدة بكاملها من أخبار وحوارات وموضوعات وكواليس ومباريات ومتابعات وغير ذلك من فنون الإبداع الصحفي الذي لا تشعر معه بالسفه أو الملل.

كثيرون هم الذين تعلموا فى مدرسة محمد بكار، وكثيرون هم الذين نقلوا أخباره المنشورة وقدموها لصحفهم ليصنعوا لأنفسهم مجدا زائفا !!

كان يشاهد السرقة العلنية والسطو المسلح لموضوعاته الصحفية بعينه وهى منشورة عبر كبريات الصحف الرياضية بأسماء صحفيين آخرين ، ويكتفي بالابتسام إما إشفاقا أو رضاءا .. لم يثور يوما ما .. فقد كان الهدوء والسكينة من صفاته .

كان البعض يعتبره متعاليا وهو الذى كان يمنح الآخرين التواضع .. اعتبروه مغرورا وهو الذى كان يثق فى قدرات نفسه.. لم يلهث خلف النجوم مثلما يسعى البعض بل كان يصادقهم ويرتبط معهم بعلاقات صداقة ومودة وحب .. المثير أن غالبية نجوم الكرة الذين مروا على أندية الإسكندرية كانوا يحترمونه ويقدرون اسمه وتاريخه الصحفى قبل الوصول إلى عاصمة الثغر ، ويزداد احترامهم له كلما اقتربوا منه .. لم يكن لغزا أو لوغاريتما يحتاج من يحل رموزه مثل غالبية العاملين فى الوسط الصحفي بل كانت البساطة عنوانه والتواضع من شيمه.

واكتشفت ذلك فى وقت قصير .. فقد كان لى شرف الاقتراب منه أثناء عملى بجريدة ( ميدان الرياضة ) حيث كان مكتبه مجاور لمكتبى واعترف أن ذلك منحنى القدرة على الإبداع والتأثر بمدرسته المحترمة منذ جاورته فى بداية من عام 1992 ، ومن ينكر أننا تعلمنا منه الكثير وأنا واحد من هؤلاء؟

كان أستاذا وصحفيا بارعا ، لديه قدرة عجيبة على صناعة الخبر وكتابته بطريقة ميزته عن غيره حتى استطاع أصحاب الخبرة تمييز حروف كلماته حتى لو اندست فى ملفات متشعبة .

مملكة الإبداع جاهزة لديه فى اى وقت لتضخ عطاءها لماكينات الطباعة ليقرأ الجميع كوكتيل من الإسقاطات والأخبار والآراء والتواصل الفنى البديع.

كانت أوقات الراحة بالنسبة له يقضيها فى القراءة بصورة تجعلك تشعر انك أمام المتنبي شاعرا .. أو يوسف إدريس قصاصا أو أستاذا فى التاريخ والتأريخ .

لم يكن يرضى بالحروب الصحفية .. ولا يميل للحملات أو التعرية بقدر ما يهمه فى المقام الأول الخبر وجدواه .. كانت الصحافة عشقه الأول والإبداع أدواته والصدق والحقيقة شعاره.

اذكر انه قال لى ذات يوم : الصحفي الذي يعرف جيدا مبادئ الصحافة يعانى كثيرا .. فمعروف فى الصحافة أنها تحترم أسرار المهنة ، والصحفي الذي يخون سر مهنته، ويفشى مصدر خبره .. لاستحق أن يكون صحفيا أو يحمل اسم صحفى.
ما قاله بكار لى لم يدرس فى كليات الإعلام أو الصحافة بل كان نهجا يسير عليه وعلمه للكثيرين .. لم يعرف قط مدرسة الفبركة أو إجراء حوارا مع رياضي يكتبه من مكتبه .. بل يبحث وينقب حتى يعثر على المصدر المطلوب .. واذكر أن طلب منه ذات يوم حوارا مع الكابتن محمد عمر المدير الفنى السابق لمنتخب مصر العسكري الذى كان قد تعاقد مع احد أندية لبنان ولم يجد "بكار" الذى يعرف كل كبيرة وصغيرة عن تاريخ عمر إلا الاتصال به اتصالا دوليا ليقدم الموضوع فى موعده .

مع محمد بكار كنت أعيش الزمن الجميل .. فقد رأيته يضحك عندما يضحك أصدقاؤه ويضحى بما يملك من اجل إسعاد الآخرين .. وكان يجد متعة ورضا في ذلك ، وفى المقابل كان يحظى من أقرانه بحب واحترام غير عادى خاصة الذين يقدرون نبل مشاعره وكرم أخلاقه وشهامته .

آخر مرة التقيته كان قبل أيام لاستمع لنصيحته ورأيه فى احد اصداراتى التى استعد لطرحها بالأسواق .. وفوجئت بالفرحة تشع من عينيه وهو يقول مهللا موضوع الكتاب هايل وأنت نجحت فى احتواء الفكرة وعرضها كما ينبغي ، وأرجوك عجل بالطبع وأنا أتوقع للكتاب نجاحا هائلا .. وطرح علىّ فكرة جديدة لتكون الإصدار التالي .. وتحدثت معه عن موعد صدور جريدة (الملاعب الرياضية) التى قمت بتأسيسها وستخرج للنور قريبا ، وتطرق الحديث عن التبويب الخاص بالجريدة ورؤيته .. كانت الأفكار تتدفق من لسانه إلى مسامعي وأنا أنصت إليه باهتمام بالغ ، وكنت أدون بعض الملاحظات فى اجندتى الخاصة.. لقد قال لى بشان تعاونه معى فى الجريدة والاستفادة من خبرته : اننى سأكتفي بكتابة مقالا أضع فيه كل ما أريد أن أقوله للناس على أن أتولى معك ومع بقية أسرة التحرير الجوانب الفنية فى المطبخ الصحفى للجريدة .. وبالغ معى فى شهامته غير المحدودة عندما قال لى مداعبا " طبعا كل ده ببلاش حبا فى أبو خليل ، وربنا يوفقك " وياليت الظروف ساعدتني كي ترى الجريدة طريقها للنور قبل أن يرحل وافقد أغلى واعز مقال للأستاذ بكار.

رحم الله الفقيد وعوضنا الله عنه خيرا فى أبنائه والسيدة حرمه ، واسكنه فسيح جناته بقدر ما أعطى لدنياه من حب وخير وطاعة لله ورسوله .. اللهم آمين


........................http://elmlaebelryadia.malware-site.www/archive/2010/2/1015865.html
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
وداعا يا بكار...الكاتب الصحفى.المرحوم/محمد خليل بكار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قلب المنوفيه :: الفئة الأولى :: اأعلام ومشاهير-
انتقل الى: